الاثنين، 25 أكتوبر 2010

عناق الأرواح

أي سحر فيكِ يجذبني ؟
أي همس ذاك الذي يطربني ؟
أي لحن يسري في الفؤاد ويبهرني ؟
يالها من عصفورة تغريدها يعصف بي ويبعثرني !!
رغم أني لم أراها ولم ترني .. همسها كم أفهمه ويفهمني !!
شدوها الآخاذ يهطل على أرضي مثل قطرات المطر !!!
فتتحول صحاري الحرمان واليأس إلى واحات خضراء ..
تزهر بالفرح وتورق بالأمل والرجاء ..
لست أدري هل هو مجرد إرتياح !!
أم إنه عناق وتوأمة بين الأرواح ؟؟!
فالأرواح قد تأتلف وتتناغم وتمتزج ببعضها
رغم المسافات والحدود والحواجز والسدود !!
لذلك كم كنت أحلم بتلك الروح التي تنضح بالعلم والثقافة والأدب
وبوح حروفها التي تكتب بماء الذهب !!
تلك الروح التي كشفت قناع صمتي الطويل !!
حتى أصبحت أشعر أني أتألم لحزنها وأفرح لفرحها ..
عذراً أيتها الروح التي تسكنني
فأنا سيد سنين الحرمان والأحزان !!
التي تضرب بسياطها الملتهبة
مدن أفراحي لتزيد من عمق جراحي !!
حتى دمّرت ذاكرتي التي نسيت من غادرها !!
ولم أتذكر سوى المقيمين فيها ..
ولم أعد اعترف بالهاربين منها ..!!
أيتها الروح التي تنضح بالبراءة والطهر ..
كنت أحلم بواحدة مثلك تزرع على شفتي أعذب الكلام ..
كنت أتمنى واحدة مثلك تضيء قناديل الفرح لتبدد الظلام ..
كنت أؤمل بواحدة مثلك لتصبح أجمل أعيادي في كل عام ..
والآن بعد أن إقتحمت بكل وفائي وجنوني مدينتك الممطرة !!
أجيء إليكِ معتذراً عن بوحي وضعف صبري وقلة إحتمالي وصمودي !!
فالأرواح النقية مهما تباعدت تتواصل مع بعضها
عبر خيط رفيع وشفاف لا يرى بالعين المجردة !!
والشعور والإحساس يترجم لغة الصمت إلى كل لغات العالم !!!

الاثنين، 11 أكتوبر 2010

لحظات الوداع

لحظات الوداع
في لحظات الوداع تعودت الهروب والإختفاء !!
طالباً حق اللجوء الإضطراري للنجاة من تلك اللحظة المريرة
لقد علّمني الوداع عبارات كثيرة إمتلأ بها وجداني
لكن يعجز عن نطقها لساني
فترتعش الحروف وتتلاشى الكلمات !!
ولا أملك سوى الصمت !!
في لحظات الوداع أتلعثم وتذوب الحروف على شفتي
ولا أقدر إلا على الهروب والبحث عن أقرب مخرج
وفي لحظة اللقاء أفتح ذراعيّ وقلبي
وينطلق لساني ليبوح بمشاعر الشوق والفرح
الذي يتدفق كالنهر بتلقائية وعفوية بلا قيود أو حدود
عشت سنيناً من الحزن وذقت الواناً من طعنات الفراق والوداع
وتحملت الكثير من الجراحات والإنكسارات وكنت في كل مرة
أحاول أن أصمد أمام المواجهة لأن لدي قناعة تامة أن
الذي لايستطيع مواجهة جراحاته لا يستطيع مداواتها
لكن في لحظات الوداع أشعر بالإنهزام
وأحتار أي الدروب أختار
لأطلق ساقي للريح !!
...
سألت صديقي ذات مرة ماذا يفعل في لحظات الوداع فقال :
إنه يتمنى الأمنيات المقرونة بالدعوات
ويوزع القبلات ثم يذرف الدموع !!
فقلت له : لا أستطيع فعل أي شيء من طقوس الوداع
بل يخونني التعبير عن وصف ذلك الدمار الشامل
الذي ينتابني في لحظة وداع من أحبهم
ومهما قلت من المفردات فهي ليس إلا عبارات مكسورة الجناح
لا تقدر على إطفاء نار الفراق التي تضطرم في صدري
ولن تفلح في مسح الحزن المرسوم في عيني وجبيني !!
لهذا اعذروني هذه اللحظة لوهربت بدون كلمة وداع !!!