الخميس، 22 ديسمبر 2011

الإعتراف بالجميل

سألني أحدهم ذات مرة هذا السؤال :
من الذي أخذ بيدك ؟؟
وكان له فضل عليك بعد الله ..
وله بصمة واضحة في حياتك ؟؟
فقلت أدين بالفضل بعد الله إلى جدي لأمي ..
لأنه بعد طلاق أمي رحمها الله ..
هو من ( احتضنني وقام بتربيتي منذ طفولتي ) ..
وأمر بإنتقالي من الرياض إلى محافظة المزاحمية
حيث كان يعمل معلماً هناك للمرحلة الابتدائية ..
وهو من قام بتعليمي في سنوات عمري الأولى ..
وكان بالإضافة لعمله في التعليم ..
يعمل ( مؤذناً ) للمسجد الجامع ..
ذلك السؤال لامس إحساسي ونكأ جرحاً ..
لم يبرأ بعد !!
فهبّت رياح الذكريات على جمر الشوق والحنين ..
الذي غطاه الرماد فاشتعل من جديد ..
فأمسكت بقلمي وكتبت هذه الأبيات ..
واهديها إلى خالي العزيز ( ابو بندر ) ॥


يابو بندر الحزن في ضلوعي تفتّق
وذكّرتني الماضي والحـياة الهـنية

ذكّـرتني باللي له المـآذن تشــفّق
وتحن لصـوته كل صبح وعـشـية

يابـو بنـدر خــذ مني عـلم مـوثّق
من كتــاب الله وفي ســـنة نبـيـه

اللي قلبـه فـي المـساجــد تعـلـّق
يبشـــر بالخـيـر من رب الـبرية

الله اللي جعـل بيـن البشـر فــرق
فـيهم الطـيّب وفيهم سـيء النيـة

ناس في بحور المعـاصي تغــرق
ونــاس تنـادي بالصــلاة فجــريه

بعض البشر حبه يسرقـك سـرق
وبعـضهم فرقاه عيد وأكبر هديه

أبوي علّم النـاس الخـير والحـق
ومعـنى التواضع والكـف السخية

في ماضي الزمان يـوم أمي تطلّق
بكـفه مسح دمعي بعطـفٍ وحــنيه

يوم كنت غـرب وأمي في الشـرق
تايــهٍ بين الريـــاض والمزاحـمية

جـيته مثل طـير لاجنحان ولا سبّق
طـفل صغـير أدرس فـي الابتدائية

عــلّمني منهـو اللي خالق الخـلق
وفهمنـي معنى توحـيـد الـربـوبية

وعـيشنـي في ذراه وبحالي ترفّـق
ولملـم شـتاتي من عواصف قـويـة

أسألك يامنشـي السـحاب والبــرق
تجعـل مـسكـنه في الجـنـان العـلِية

( رشة عطر )

كيف صار الحب ضرباً من الجنون ؟؟
ففي كل مرة أشتاقها تأتيني كلماتها ..
لتنتشلني من بحر الهموم ..
فأنسى الذي جرى وأتوسد لحظة السعادة ..
وأودع الهموم والاحزان ..
وأستقبل القادم بقلب مشتاق وصدر رحب .
فتاخذني حروفها بعيداً عن العطش !!
حتى أصبحتِ السحابة ..
التي تسقي عطش سنيني وازمنتي ..
فتدفقي في خافقي مطراً وعطراً ..
ولكن إمنحيني الأمان ..
ودعيني اسكن قلبك لعله يحتويني ..

الخميس، 24 نوفمبر 2011

بإذن الله القادم أجمل


بين الأعوام والأعوام تختبئ الأمنيات والأحلام

وكأنها تختفي عن عيون البشر لكي لاتموت وتتلاشى

في كل عام يكبر ويترعرع

ذلك الحلم الساكن في خفايا الروح

وعندما يبزغ فجرعام جديد

يتجدد التجديف في بحر الحياة المتلاطم

للوصول إلى شواطئ الراحة والأمان

مع بداية كل عام البعض يتحاور مع الذات

ويحاسب النفس على مافات

فيستيقظ الضمير ويندم على التفريط والتقصير

في حق من بعباده خبير

والبعض تمر عليه الأعوام تلو الأعوام

وهو غارق في الذنوب والآثام

مات فيه الشعور والإحساس

وأشغل نفسه بما في أيدي الناس !!

فشتان بين هذا وذاك

مع بداية العام الجديد

أعتذر من كل قلبي لكل من أخطأت في حقهم

أو أسأت الظن بهم

فالقلوب التي تحمل الطّيبة والوفاء

ديدنها العفو والصفح لأنها صافية ونقية كماء الغمام

بين كل عام وعام يتسع الأفق للآمال

لتكبر شيئاً فشيئاً

فننتظر شروق شمس الفرح لعلها تأتي

أيتها الأعوام الموشومة بالضجيج والزحام

أعرف أنكِ تمنحين الأمل لكنك تسرقين العمر

ومع بداية كل عام نستقبله بأمل متجدد

ونودّع في نهايته التّعب والركض

وتبقى ذكرياته المثقلة بالآلام والأحزان

راسخة تتحدى عواصف النسيان !!

...

أيتها الشمس التي لا تغيب ..

عندما يشع ضوء نورك ..

أتحول إلى قصيدة موزونة بالحب والشوق !!

قافيتها الدفء والأمل !!

وحروفها البهجة والسعادة !!

فلا تغيبي ..

فأنتِ ولادة الفرح في الروح والقلب

بحضورك أواري جرحي التراب !!

وأنسى الحزن والعذاب

فأمطريني من غيومك ليزداد الحنان في الأرض !!


الخميس، 27 أكتوبر 2011

الإعتذار


كلما حاولت أن أمسك بالقلم لأكتب لكِ إعتذاري ..
الذي أثقل كاهلي وأصبح يؤرقني حتى النخاع ..
أحالني ذلك الإعتذار إلى ألم مسكون بصهيل الأهات والندم ..
وكلما فكّرت أن أطلب العفو والصفح ..
لما سببته لكِ من حزن وجرح ..
إستعصى قلمي واعتذر !!
وورقتي هربت تبحث عن مفر !!
فسألت قلمي عن سر ذلك التّمرد والجموح فقال :
بكل الذي يسكن ريشته من الشوق والحنين ..
لا أقدر على الإعتذار ..
ليس غروراً وكبرياء ..
ولكن خجلاً وحياء !!
وسألت ورقتي عن هروبها ..
فاعترفت انها لا تحتمل عبارات اللوم والعتاب ..
ولوعة البعد والغياب ..
بعد أن حملت على أكتافها عبارات الأنين والإنكسار ..
فوقفت أمام ورقتي غارقاً في بحر الحيرة والصمت ..
( أيتها الشمس )
والآن بعد أن جمعت شتاتي ..
إقتحمت غيومكِ المثقلة بالمطر ..
جئت لأقدم لكِ العذر ..
وأرش في دربكِ العطر ..
جئتكِ لأضمد الجراح ..
وأعلن ضعفي وخضوعي ..
وأكتب أسفي بحبر دموعي ..
فمن أجلكِ دخلت حدائق العفو والصفح ..
لألملم أجمل عبارات الإعتذار من شفاه الزهور ..
لأنها أصدق إحساساً وشعور ..
أيتها الشمس .. رغم أنكِ تحرقين كل من يقترب منك ..
لاأريد منكِ سوى النّور والدفء ..
وخذي كل أفراحي حتى آخر العمر ..
ورغم البعد سأكتفي بشعاع نورك ليضيء لي الدروب ..
فانا لازلت عند وعدي وعهدي مهما فرقتنا عواصف الزمن ...
.
مهما طال الغياب
ستبقين في ذهني حكاية جميلة ..
ورواية لا تنتهي ..
تسقي القلب نبضاً وتحناناً ...

الخميس، 29 سبتمبر 2011

الهجر والغياب








رغم أن الغياب يؤلمني بسياطه الملتهبة !!
لكنه في ذات الوقت يملؤني بالأمل والإنتظار ..
ويجعل من أشواقي ينابيع وأنهار ..
كلما ترددت في بوحي وخفت من الكلام والملام ..
يشتد ولهي لهمسك وأشعر بالعطش !!
عندما تغيبين أزداد يتماً على يتم وتصبح الدنيا جوراً وظلم !!
وتحاصرني جيوش الأحزان وتقصف موانئ أفراحي ..
رغم غيابك يبهرني حضورك في ذاكرتي !!
عندما يأتيني همسك أصالح الزمان والمكان ..
وأهزم قوافل الحرمان .. ويعود لدنياي الأمان ..
منذ طلوع فجرك بين أضلعي بكى زمني الذي مضى بدونك !!
وأغمضت عيوني لكي لا أفيق من حلمي الجميل ..
لذلك زرعت هواكِ في أرضي وسقيته حنيناً وأشواقاً ..
ومع مرور الأيام أنبتت صحرائي آمالاً وأحلاماً ..
وتفتحت الورود حتى أصبح شذاها أنفاساً لقلب ينبض بالحنين ..
فتحول القلب إلى واحة خضراء تسقيها ينابيع الفرح ..
تعالي وإجمعي آمالك وأسقي بها أحلامي ..
وبلّلي الهواء العليل بعطرك ومطرك !!
فلا تغيبي لكي لا يعود إليّ اليتم ..
فتنطفئ قناديلي وتنهار مدن أفراحي ..
واتحوّل إلى بقايا من رماد ...

الخميس، 25 أغسطس 2011

معنى العيد


هل تعلمون ما معنى العيد ؟؟
إنه الفوز بالجنة في يوم الوعيد
ورؤية ( اليتيم ) مبتسماً و سعيد
والبعد عن ( الحقد ) وبداية عهدٍ جديد
العيد هو نبذ بعض العادات والتقاليد !!
التي تحرم القلوب ممن تهوى ومن تريد !!
والعفو والتسامح هو بيت القصيد
و فعل الخير والإحسان هو الرصيد
فرحة العيد لن تجدي ولن تفيد
إذا كان (( من تهواه )) عن ناظريك بعيد
...
حين يأتي العيد أبحث عن الفرح في كل إتجاه ..
فأجدكِ في داخلي العيد الذي ينبض بالفرح ..
يفرح الناس ويحتفلون بالعيد ..
ويسيرون خلف مواكب الفرح
وينسون جراحهم وآلامهم
يوزعون الإبتسامات ويزرعون الأمنيات
وأنا أفرح بالعيد لأنكِ معي !!
تسكنين الفؤاد وتسكبين العطر والحنان على جمر أحزاني ..
فتتحول الحياة إلى واحة خضراء مورقة !!
تغرد فيها الطيور وتردد أناشيد الفرح !!
فيصبح العيد أعياداً والهمس آمالاً وشوقاً لاينتهي !!
...



( رسالة إلى أمي )

أماه .. رغم رحيلك الأبدي
يأتي بكِ العيد لأقول لكِ :
كل عيد وأنتِ نبض الشريان والوريد ...



.

الأحد، 24 يوليو 2011

شهر الخير والإحسان



...


هاهو أقبل شهر رمضان

ذلك الضيف الكريم الذي يزورنا كل عام
مع قرب إطلالة شهر الخير والبركة
تعود بنا مراكب الذكريات والحنين
إلى شواطىء الماضي الجميل
حيث أيام الطفولة البريئة
عند بدايات صيامنا للشهر الفضيل
وما صاحبها من مواقف وطرائف
لا زالت راسخة في الأذهان
مع بداية كل رمضان يعود بي شريط الذكريات
إلى ذلك الحي القديم ( حي العطايف في وسط الرياض )
فيتجدد صدى صوت أمي رحمها الله
وهي توقضني للسحور
وقد إمتزج صوتها الحنون بخالص الدعاء
كما تحضرني صورة أبي غفر الله له
عندما كان يحثني ويشجعني
على تلاوة القرآن الكريم وصلاة القيام
عند حلول رمضان تسكب الدموع والعبرات
وتنبعث من القلوب الآهات
عندما نتذكّر أحباب لنا فارقوا الحياة
وليس لنا تجاههم سوى صادق الدعوات
رمضان يمنحنا الفرصة
لمحاسبة النفس على التقصير والتفريط
وتقوية علاقتنا بخالق الكون ويجعلنا لِله أقرب
لتعود النفوس من جديد وهي أكثر نقاءً وصفاء
...


رمضان
إحساس بفقير يعاني جوع وحرمان !!
ويشكي حزن وألم من جور الزمان !!
رمضان عند البعض نوم وفراش ووسادة !!!
وينسى أنه فعل خير وصلاة وعبادة ..
وعطاء وإحسان ومصحف وسجادة ..
وصفاء القلب من غلّه وأحقاده !!
رمضان ( عطف و تسامح وحب ووئام )
وفرصة لتكفير الذنوب والآثام ..
وإحساس بهموم الأرامل والأيتام ..


أحبائي قراء مدونتي أقول كل عام وأنتم بخير

أعاده الله علينا وعليكم

بصحة وسلامة ...

السبت، 18 يونيو 2011

عندما تغضبين

....



عندما تغضبين ..
تصبحين كخيلٍ لم يعسفها خيّال !!
حتى أدمنت الركض والجموح
وكلما إزداد جموحك وجنونك تحزنين وتبكين

.
عندما تغضبين وتصمتين
لا شيء في الدنيا يستحق الفرح

.
عندما تغضبين

يهجرني النوم ويجد السهر له متكئاً في عيوني !!
ويغفو طيفك كالفراشة الحالمة تحت جفوني
فتزهرين في قلبي ويهتف باسمك نبض الوريد

.
عندما تغضبين

يصبح غضبكِ خطراً يهدد مدينة أفراحي
فأنسى الحاضر والماضي ولا أفكّربالآتي
وتجف ينابيع الفرح وتموت الحكايات فوق الشفاه !!
وعندما تشعرين بدفء الشوق
وصدق النوايا تهدأين
فينجلي الظلام وتشرق الشمس ويتوارى الضباب
وتتفتحين كالوردة .. وتهفهفين كالنسمة
وعندما يجف الدمع وتبتسمين
تعود طيور الفرح لتحلّق في سمائي
وتعود إلى أزمنتي ضحكتي المهاجرة
ونتصفح كتاب الأحلام الجميلة
الملونة بالأمل العذب
وكلما أمسك بقلمي
تأتين لترسمين على أوراقي ..
ابتسامتكِ الطفولية وعبثك البريء !!
وتسرقين من صدري الهمس والبوح والبكاء والنوح
وتصبح صحرائي زهوراً وليلي ضياءً ونوراً !!
.
( رشة عطر )
تعالي وانثري دفء حنانك على صقيع أيامي !!
وبللي جفاف حلمي واطفئي نيران حرماني !!
وهاتِ أيامك واسكبيها في كأس أيامي ..
لتصبح الحياة شهداً شهياً ...

الثلاثاء، 17 مايو 2011

هدوء الأنوثة



...
ذات همسة !!
تجاهلت الهموم ..
وحلّقت في سماء الأنوثة ..
وبحثت عن سحر هدوءها ..
وصفاتها الموروثة ..
وتأملت معاني المفردات الجميلة فوجدتها أنثى !!
فالحياة أنثى والغيمة أنثى وكذلك الأحلام والأمنيات ..
والضحكة والإبتسامة والوردة والزهرة والحقيقة والصراحة ..
والأناقة والدّلال وكل معاني الجمال أنثى ..
وعندما أرسم سماءً ملبّدةً بالأحلام والآمال ..
يصحو بداخلي حلم لطفل كبير أهدهده بعذوبة الأماني ..
وفي كل مساء أفترش بساط الأمل ..
فوق رمال الشواطئ الحزينة !!
بعيداً عن ضوضاء المعاناة وصخب المدينة ..
وعبث الحزن المطرز بخيوط الألم ..
وأدرك تماماً أنني لاأخفي مابداخلي ..
عندما تكون الخواطر راحلتي ومطيتي ..
وقلمي هو عصاي التي أتوكأ عليها ..
وأهش بها على مفرداتي الشاردة ..
فينطلق لساني ويبوح بما أعاني !!
فأكتب عن أنثى حبها يجري مع الكريات ..
ومن أجلها تحتفل النبضات !!
أكتب عن أنثى من فصيلة الغيوم والمطر !!
تهطل بالوفاء وترتدي عباءة العطف والحنين ..
أكتب عن أنثى تضيىء في ليل الحزن قناديلي ..
تهمس لي وتفقه قولي وتطربها مواويلي ..
أبحث عن دفء من صقيع الزمان يحتويني ..
وشوقٍ يسري في دماء شراييني ..
أنثى من لفح الهجير وغدر الدهر تحميني ..
وتخاف عليّ من كل شيء قد يؤذيني ..
وحين عطشي تهطل كالغيث لتسقيني ..
ولكن عندما تختفي ملامح الأنوثة !!
وراء جدران الزمن وجبال السنين ..
أو تتوارى خلف لسان التّسلط والإستبداد !!!
تصبح الأنثى مثل وردة صنعت في ( هونج كونج )
لا عطر ولا شذى ولا رحيق ولا ندى !!

وتصبح الحياة صحاري شاسعة ..
من القحط واليأس والحرمان !!
ويتلاشى الأمان من طرقات المدينة !!
وينطفىء بريق العيون ..
وتنتحر قصائد الغزل على ضفاف الأمل ..
وتشيّع الأنوثة إلى مثواها الأخير !!
لأن فاقد الشيء لايعطيه ...

الثلاثاء، 3 مايو 2011

المساء الحزين




...
في ذلك المساء الحزين
المعتّق بألم الفقد والفراق الأبدي
إنهمرت الدموع دون هوادة لفقد خالي ( ابومنصور )
ذلك الإنسان الطّيب الذي كان دائماً وأبداً
يشعرني بمشاعر الأبوة الحانية والمحبة الصادقة
خاصة بعد رحيل والدي رحمهما الله جميعاً
إفتقدت خالي الذي يحمل بين جنبيه كنزاً من الطّيبة والوفاء
توقف نبض قلبه الطاهر وهو ينضح بالحب والحفاوة لكل الناس
توقف قلبه الأبيض ورحل عن هذه الدنيا الفانية
بعد معاناة مع المرض
ورغم رحيله بقيت سجاياه وذكراه الجميلة
تعطر الزمان والمكان
ومن باب الحب والوفاء والعرفان كتبت هذه الخاطرة :
.
طفت شمعة الدار واختفى النور
وجف بحر الطيب اللي يذكرونه
خلاص الطيب مات مع أبو منصور
ونهر الوفا تغير طعمه ولونه
يا ( عادل ) هل الدمع تراك معذور
من فقد غاليه الناس بيعذرونه
هيجت دمعي وخاطري المكسور
وعبراتي داخل الصدر مسجونه
أه من دنيا تصف الحزن بالدور
كل ماهانت بيّح الدهر مكنونه !!
نعى فرقاه حمام الورق والطيور
والشجر مات ويبست غصونه
لو بالتمني ماسكن في قبور
لكن آمنت باللي الخلايق يعبدونه
منزله في الحشى وحنايا الصدور
ومسكنه في قلوب ناسٍ يحبونه
لولا الدفن في شرع الله مذكور
قلت كنز الطيب لا تدفنونه
يالله جعل ماجاه تكفير وطهور
في يومٍ كل الخلايق يهابونه
ماهمّته دنياه وحب الظهور
يشهد له بالتواضع اللي يعرفونه
فيه طيبه تملا وديان وبحور
يعرف حق الجار ولايمكن يخونه
يفرح بكل من جاه ويقدم الميسور
والضيف لامن لفاه يسوى عيونه
حسيت أني غريب احساس وشعور
يوم دخلت البيت من دونه
نهار الجمعه تخيلته ضمن الحضور
يهلّي ويرحب باللي يزورونه
تلفتت نظراتي تلف وتدور
وعودت عيني بالحزن مطعونه
تخيلت سواليفه معنا في السور
وضحكة سنه ومزحه وفنونه
هذا مكانه وهذي دلته والبخور
مع بقايا من عطره ودخونه
ياخال حلّلنا لو كان بدا قصور
ترى الهفوات ماهيب مامونه
البيت بليا راعيه تقول مهجور
ماينبغى لو بالذهب يبنونه
يالله عساها تباشر به الحور
وفي جنة الخلد أحبابه يلاقونه
ياخالتي أنا أشهد انك صبور
تخفين الدمع والروح محزونه
خالي رحل وخلّف لنا صقور
يصيدون الطّيب وللغير يهدونه
خلّف رجال كبيرهم منصور
درب المواجيب والعز يدلونه
صلاة ربي عد ماأشرق النور
على نبي بخير الهدى يتبعونه

الأربعاء، 30 مارس 2011

الطلاق على قدر الألم


الطلاق إنفصال بين قلبين

كانا في جسدٍ واحد

وإختلافهما أوصلهما إلى طريق مسدود

ويحدث الطلاق بسبب إختلاف الآراء والأذواق

وبعد نفاذ كل الحلول يتم الفراق

فينتحر الحب وتموت الأشواق !!

أستطيع أن أشبّه الزواج بمسرحية جميلة ورائعة

متعددة الفصول والأدوار أبطالها الزوج والزوجة

ونجاح هذه المسرحية يكمن في

معرفة وفهم أبطالها للأدوارالمنوطة بهم

وعدم إتقان أداء الأدوار يؤدي إلى فشل تلك المسرحية وإنهيارها

وعندما تغلق أبواب الحوار

وتغلق جميع المنافذ المؤدية للوفاق

حتماً ستنتهي فصول تلك المسرحية بالطلاق

ولكن يبقى ( الطلاق الصامت )

في مجتمعنا أشد وقعاً وإيلاماً على الزوجين

لأنهما يعيشان تحت سقف واحد بدون أي تقارب روحي أو وجداني

والمرأة أكثر تضرراً في هذا النوع من الطلاق

لأنها تستمر في هذا الجفاف العاطفي

هرباً وخوفاً أن يطلق عليها لقب ( مطلقة )

.

عجباً لهم كيف ينظرون للمطلقة !!!

وكيف وضعوها على حبل المشنقة !!

وكلامهم عنها أقوى من المطرقة !!

رغم أن المجتمع يقسو على المطلقة

إلا أنها تبقى مثل الشجرة الباسقة

تنظر إلى الحياة بآمالها المشرقة

الطلاق بغيضٌ عند الله لكنه حلال

وللأسف يحلف به أشباه الرجال

فتنهار منه البيوت ويحطم الآمال

والضحية دائماً هم النساء والأطفال

ألم يعلموا أن الزواج قسمةُ ونصيب ؟

وأن ( شمس الحب ) ربما تشرق وتغيب

وبعض الداء قد يستعصي على الطبيب

لماذا الثقة في المطلقة شبه معدومة ؟؟

رغم أنها في أكثر الأحيان هي المظلومة !!

ومن ( الحب والحنان ) قد تكون محرومة !!

الخميس، 3 مارس 2011

الرغيف والكوخ


ثمة شيء في خاطري
لايهدأ ولا يستكين ولا ينام !!
شيء يتغلغل بجذوره داخل صدري !!
شيء كالبركان يثور تارةً ويهدأ تارة أخرى !!
مددت يدي لأصافح هذا الشيء وأحاوره
رغبة في الصلح والعيش معه في سلام ووئام
فاحتدم الحوار بيننا دون جدوى !!
وعندما باءت محاولاتي بالفشل
أدركت أنني إعتدت الغرق في بحر الحزن والدموع
وتعودت المشي فوق جمر الحرمان والأسى
كما تعودت أن يكون الحزن عنواني
وصديقي الذي لا يغيب ولا يخون !!
لقد كانت لحظات السعادة التي مرّت في حياتي
تمر كنسمةٍ عابرة تمسح جبيني ثم لا تلبث أن تزول وتختفي !!
حتى أصبح لدي قناعة أن حياة البشر الحقيقية
هي تلك اللحظات المسكونة بذلك الفرح العابر
ثم يرحل ويغادر
مرات كثيرة كنت أجلس مع نفسي !!
ويمتد الحديث والنقاش معها
ولكن غموضها وصمتها يؤلمني !!
مما يجعل تساؤلاتي لا تكف عن الإلحاح !!
فتبقى بدون إجابة !!
تسألني نفسي عن الذي يسعدني !!
فقلت مهلاً الأفراح غادرت زمني ..!!
الجحود والهجر والحرمان يمزقني ..
وجور الحزن واليأس يكاد يقتلني ..
العيش في ترف الحياة لم يبهجني ..
وحب المظاهر والزيف بات يقلقني !!
يكفيني من دنياي إمرأةً تفهمني ..
تجعل الحياة نعيماً وحلماً يراودني ॥
والوفاء لحناً ونشيداً يطربني ॥
بالدين والعقل ورقي الفكر تبهرني ..
وبالحب وحرارة الأشواق تدفئني ..
بالأنوثة وهمس الصوت تأسرني ..
ومن فيض الحنان تسقيني وتغمرني ..
أحلم بواحةٍ خضراء بها تجمعني ..
بشذى الورد والأزهار تعطِرني ..
( الرغيف ) يكفيني و( الكوخ ) يقنعني ..
وأرتوي من ماء غيمةٍ تمطرني !!
كتاب الله رفيقي وآياته تحرسني ..
وركعتين في جوف الليل تؤنسني ..
...
.
كل الذي أعرفه أن الذي بداخلي
شيء أقوى من تصبري وأشد من إحتمالي !!
شيء يسكن أضلعي فيشعل فتيل شوقي إليكِ
وحين تكونين بداخلي ترقص الأفراح داخل الشرايين
فأحاول أن أخفي دموعي وأدفن حزني !!
حتى لايجرح الفرح المزروع في قلبي !!

الثلاثاء، 8 فبراير 2011

اليوم الرومنسي


*
*
*

كان ينتظر إجازة الربيع ..
بلهفةٍ عارمة وحماس منقطع النضير !!
فسألته عن سر ذلك الشوق لتلك الإجازة ؟
فقال بعد أن أخذته العزة بالأثم !!
أنها الفرصه التي ينتظرها بفارغ الصبر ..
للهروب من مسؤوليات البيت والزوجة والأبناء !!
وأنه يجد الراحة والمتعة في السفر والترحال ..
مع الأصحاب و ( شلة الأنس ) كما يحلو له تسميتهم ..
فقلت له : على مهلك ياصاحبي ..
عندما نهرب من مسؤولياتنا الملقاة على عواتقنا اليوم ..
سنجدها في إنتظارنا غداً ..
وقد أصبحت أشد وقعاً وإيلاماً من ذي قبل !!
ولكي نخرج من دوامة هموم الحياة التي لا تنتهي !!
يجب أن نتصالح ونتصافح مع واقعنا .
وأن نكون أكثر مرونة مع مايجري من حولنا ..
ونحاول نسيان الجراح !!
ونتوسد لحظات الراحة ..
ونستقبل الآتي بصدر رحب ..
بقلبٍ مؤمن بخالق الكون مطمئن بذكره ..
حتى لا يقسوعلينا الزمن !!
ياصاحبي ..
لماذا ننتظرالإجازات الموسمية ؟
لنجعلها متنفسنا الوحيد للمتعة والراحة ؟
لماذا لا نجعل من إجازة نهاية الأسبوع ..
محطة نتزود منها بوقود الراحة والإستجمام ؟؟
ومتنفساً من عناء وعمل اسبوع كامل ؟
لماذا لا نجعل من يوم (( الخميس ))
يوماً رومنسياً خاصاً ..
نضيء فيه الشموع ..
ونرش فيه عطر الورود ..
ونفتح نوافذ الحب والأمل ..
لتجديد أجواء الحياة الزوجية ..
وقضاء جزء من ذلك اليوم
خارج إطار المنزل ..
بصحبة الزوجة والأبناء ..
واستغلاله في الترفيه البريء ..
في جو مفعم بالحب والمودة والمتعة ..
لكي يعود الجميع مع بداية الأسبوع ..
وهم اكثر نشاطاً وحيوية ...

*
*
أيتها الشمس :
سيظل إنتظاريً لكِ
جمرة تتّقد تحت رماد صمتك !!
حتى تبادرين بالهمس !!
فتصبح الجمرة شمعة !!
وتتحول الدموع
إلى ينابيع من الفرح !!
فخذيني من مسافات الغربة والرحيل ..
وازرعيني في أرض الوفاء ..
ولاتسقطيني من ذاكرة
االشوق والحنين !!

الأربعاء، 19 يناير 2011

عندما يتأخر المطر


متى كان ميلاد الحب في القلوب ؟
وكيف تدفقت ينابيع الشوق في الصدور ؟
ومتى كان التّوحد في الفكر والميول
يترجم لغة الإحساس والشعور ؟
وكيف جاء المطر متاخراً ؟
بعدما جفّت الأوراق والغصون !!
من أين جاء هذا الغيث ؟

الذي إزدهرت به حدائقي !!
وأورقت به أحلامي وأمنياتي ؟
لماذا نزل القطر بعد فوات الأوان ؟
كيف أتى ذلك الطوفان ؟
الذي جرف الإنكسارات والأحزان ؟
كل الذي أعلمه

أن الذي إستحل أرضي وازمنتي
لم يكن شيئاً عادياً وعابراً
شيء أشبه مايكون

بالزلزال أو ثورة بركان !!
حضورك حرّك المياه الراكدة
وفجّر الطاقات المعطلة
وأشعل فتيل المشاعر المهملة
جئتِ في زمن لايكف عن النزف
في زمن الآهات التي لاتغيب
والجراح التي لاتبرأ ولا تطيب
في زمن الصقيع وعصف الرياح
التي تقتلع جذور الفرح
.
أعترف لك بأنكِ الشمس والهمس
والوردة والعطر التي تجعل الفرح
أنشودة على شفاه الزمن
أينما إتجهت أجدكِ حدودي وخارطتي
بحرف منك تضيء الدنيا
وبهمسة منك تصبح الحياة ورود وأزاهير
فخذيني من صقيع الأيام
وازرعيني في ذاكرة الدفء والأحلام
وإسقي عطش أزمنتي
لعلني أرتوي من سحابة وفاءك !!