عندما مررت بحي (( المعيقلية )) مسقط الرأس وقد بدأت آلات الهدم في إزالة المباني القديمة تذكرت أيام الطفولة البريئة :
*
مررتُ يوماً بحي طفولتي فرأيته أطلالاً من بَعدي
ورأيت المنازل قد تهدمت بعد شموخها في سما المجدي
وبعضها على الأرض متمايلاً كـ(شيخٍٍ) لم يقدرعلى الكدي
فانحدرت من العين دمعةً كادت من حرها أن تحرق الخدي
وانبعثت من القلبِ آهةً يسمعُها من كان على البُعدي
فاقترَبتُ من الدار متسائلاً : لماذا أصبح وجهك مجعّدي ؟
مالحائطك صار متصدعاً ؟ كيف أصبحتَ اليوم مُقعدي ؟
فرد عليّ بصوتٍ حزين : هذه إرادة الله يا ولدي
يالحماقتي كيف أخاطب خراباً لا ينفع ولا يُجدي !!
وأخذت أبكي بكاءَ الغريب كمن فارق الأهل والولدي
ورفعت صوتي لأصحابي منادياً : هلِموا إليّ ومامِن أحدي
أهل العطائف أنسيتم حيّكم ؟ أو لازلتم باقين على العهدي ؟
فرّقتنا يد الأقدارعابثةً بعدما كنا في عيشنا الرغدي
ليت ماضينا يعود ولو برهةً فقد كان أحلى من الشهدي
ودارٌ من الطينِ مبنيةٌ أعزعليّ من قصرٍ مُشيدي
تذكرتُ تلك الليالي وصفاؤها مما زاد في حسرتي وتوجدي
( أصحابي ) القلب لن ينساكم أبداً حتى وإن طال عليه الأمدي
ذكرى الطفولة في القلوب مادامت الروحُ في الجسدي
كم لهونا ونحن أطفالٌ صغارغيرعابئين بما في الغدي
وكم جلسنا في هذا الطريق , وكم صلينا في هذا المسجدي
كم ضحكنا وكم شدونا مثل طيرٍ في السماءِ مغردي
جيرانٌ روح المحبة بينهم لا يعرفون نميمةً ولاحسدي
سيبقى حبهم في القلب مخلداً خلود الزمان وإلى الأبدي
إن مسّ جارهم ضائقةً توافدوا عليه دون ترددي
ذا يزور جاره ويعينهُ وذا يكرمه بلطفٍ وتوددي
منهم من خطفته المنية لأنه كان مع ربهِ على موعدي
ومنهم من ترك الحي مهاجراً وهو يحِن حنين المشردي
الكلُ فارق دارهُ مرغماً بعدما صارالأمر ليس في اليدي
كل جارٍلايودُ فراق جارهِ حتى ولو بالروح يفتدي
ولكن أمواج الأقدار قويةُ لايقف أمامها بابٌ موصدي
هكذا جارعلينا الزمان , وكل شيءٍ بالزوال مهددي
لماذا تغدُر بنا يازمان ؟ وتقتلنا قتل متعمدي !!
كل شيءٍ في الدنيا زائلٌ ويبقى وجه الله الأوحدي
سنلتقي وإن طال الزمان فلقاؤنا غايةُ مقصدي
فودعت الحيَّ والطرفُ باكياُ والقلب خائرُ العزم مجهدي
صُورالمنازل ستبقى في القلوب ياسنين العمر فاشهدي
*
مررتُ يوماً بحي طفولتي فرأيته أطلالاً من بَعدي
ورأيت المنازل قد تهدمت بعد شموخها في سما المجدي
وبعضها على الأرض متمايلاً كـ(شيخٍٍ) لم يقدرعلى الكدي
فانحدرت من العين دمعةً كادت من حرها أن تحرق الخدي
وانبعثت من القلبِ آهةً يسمعُها من كان على البُعدي
فاقترَبتُ من الدار متسائلاً : لماذا أصبح وجهك مجعّدي ؟
مالحائطك صار متصدعاً ؟ كيف أصبحتَ اليوم مُقعدي ؟
فرد عليّ بصوتٍ حزين : هذه إرادة الله يا ولدي
يالحماقتي كيف أخاطب خراباً لا ينفع ولا يُجدي !!
وأخذت أبكي بكاءَ الغريب كمن فارق الأهل والولدي
ورفعت صوتي لأصحابي منادياً : هلِموا إليّ ومامِن أحدي
أهل العطائف أنسيتم حيّكم ؟ أو لازلتم باقين على العهدي ؟
فرّقتنا يد الأقدارعابثةً بعدما كنا في عيشنا الرغدي
ليت ماضينا يعود ولو برهةً فقد كان أحلى من الشهدي
ودارٌ من الطينِ مبنيةٌ أعزعليّ من قصرٍ مُشيدي
تذكرتُ تلك الليالي وصفاؤها مما زاد في حسرتي وتوجدي
( أصحابي ) القلب لن ينساكم أبداً حتى وإن طال عليه الأمدي
ذكرى الطفولة في القلوب مادامت الروحُ في الجسدي
كم لهونا ونحن أطفالٌ صغارغيرعابئين بما في الغدي
وكم جلسنا في هذا الطريق , وكم صلينا في هذا المسجدي
كم ضحكنا وكم شدونا مثل طيرٍ في السماءِ مغردي
جيرانٌ روح المحبة بينهم لا يعرفون نميمةً ولاحسدي
سيبقى حبهم في القلب مخلداً خلود الزمان وإلى الأبدي
إن مسّ جارهم ضائقةً توافدوا عليه دون ترددي
ذا يزور جاره ويعينهُ وذا يكرمه بلطفٍ وتوددي
منهم من خطفته المنية لأنه كان مع ربهِ على موعدي
ومنهم من ترك الحي مهاجراً وهو يحِن حنين المشردي
الكلُ فارق دارهُ مرغماً بعدما صارالأمر ليس في اليدي
كل جارٍلايودُ فراق جارهِ حتى ولو بالروح يفتدي
ولكن أمواج الأقدار قويةُ لايقف أمامها بابٌ موصدي
هكذا جارعلينا الزمان , وكل شيءٍ بالزوال مهددي
لماذا تغدُر بنا يازمان ؟ وتقتلنا قتل متعمدي !!
كل شيءٍ في الدنيا زائلٌ ويبقى وجه الله الأوحدي
سنلتقي وإن طال الزمان فلقاؤنا غايةُ مقصدي
فودعت الحيَّ والطرفُ باكياُ والقلب خائرُ العزم مجهدي
صُورالمنازل ستبقى في القلوب ياسنين العمر فاشهدي