*
*
هناك بون شاسع وفرق كبير ..
بين وردةٍ زُرعت في حدائق الحب والوفاء ..
تُسقى بماء التضحية والبذل والعطاء ..
وبين وردةٍ زرعت في صحراء المعاناة والأحزان ..
حيث لا ماء ولا شجر ولا أمان ..
وعبيرها يضيع بين جحود ونكران ..
وردة متفتحة بلا أشواك !!
نمَت وترعرعت في صحراء الإحباط والحرمان !!
تنضح بالندى وطيب الشذى ..
وتمنح كل من حولها العطر بلا ثمن ..
وتقف صامدةً رغم عصف رياح الزمن ..
لم يتسلل اليأس والذبول إلى أوراقها !!
ولم تزل متمسكةً بأصول جذورها !!
مع كل صباح تنتظر شروق شمس الدفء والأمل ..
وفي المساء تبثُ شكواها للنجوم والقمر ..
تشتكي ألماً وظلماً من جور البشر !!
وتتلهف حباً وشوقاً للغيوم والمطر !!
تبحث عن أملٍ تائهٍ في طرقات الأيام ..
ولكن هيهات هيهات !!
لأن الرياح قد جرت بما لاتشتهي النفوس ..
فتلاشى الطموح وذابت الأحلام والأمنيات ..
كما يذوب السكر في الماء !!
وحينما تبتعد سفينة الأماني عن موانىء الأمل ..
نكاد نغرق في بحار اليأس ونفتقد دفء الحياة ..
ونصبح كمن يعيش في وادٍ غير ذي زرع !!
فنطرق أبواب الصبر الذي أوصد أبوابه في وجوهنا ..
بعد أن ضاق بنا ذرعاً !!
فنستشعر أن الصبر مفتاح القلق !!
ونمتطي صهوة الخيال ونمني النفس بأعذب الآمال ..
فيضيق بنا العيش وتضيق معه فسحة الأمل !!
بعد ذلك ندرك يقيناً أن ماتتوق إليه النفوس ..
لا يأتي بالتمني ولكن تؤخذ الدنيا إنتهازا !!
هناك 12 تعليقًا:
ياشفاف
الخاطرة جميلة كما أنت دائماُ وازدادت جمالا عندما وضعت تلك الصورة
التي اشعر أنها قربت المعنى لذهن ...
الاختيار كان موفق لأنها وردة جميلة ومعبرة ..
أتمنى لك التوفيق ..
انت تريد وانا اريد والله يفعل مايريد
كل منا في داخله امل و حلم يتمنى الوصول اليه هنا من يصل ويلمس حلمه
وهناك من يتعثر ويقف دونه عوائق تمنعه من الوصول ويكمل مشوار الحياة وحيدا يقتات الحسرة
رائع تشبيهك لمن ماتت احلامه بالوردة التي تنمو في الصحراء
لك اعذب التحايا واطيبها
صورة معبره ورائعه ،،
والخاطره ارووع،،
،،
لو لم نعطي حتى ناخذ
لما اعطيني احدا ابدا،،
ولكن ننتظر الاجر من الله،،
حياتنا كما وردتاك..!
لها وجهان,, جميل ومؤلم..
لكن تبقى الحياة جميله..صدقني!
لها وجه حسن..رائعة كالورد
حتى وإن كان الورد ذو شوك؟!
لا نستطيع مقاومة النظر الى جماله
ونبتسم أيها الشفاف..
أمنيات,,,
كماقالت الاخت امل الحياة
ننتظر الاجر من الله
ولو لم يتحقق مبتغانا
احسنت ياشفاف تؤخذ الدنيا انتهازا؟!
استاذي العزيز:
خاطرتك رائعه وصورة معبرة كعادتك,,
كلنا نحلم حتى وأن كانت أحلامنا بسيطه
ونأمل وننتظر لأننا نؤمن برب كريم,,
تصويرك للوردة المعطأة وهي في أرض حرمان وإحباط تصوير جميل ,,كأنك تخالف المقولة(فاقد الشيء لايعطيه)
ولكن أنت هنا جعلتني أؤمن أن هناك من يفقد ويُحرم ومع لك يعطي,,
لاحرمك الله فضله,,
وفقك الله ,,
عذرا على الاطاله,,
دمت مبدع كما أنت,,
ياشفاف كلامك تمكن من جرحي الذي لم يشفى بعد
نعطي ونضحي ونركب الصعاب ولا نجد جزاء ولا شكورا او حتى كلمة
" يعطيك العافية "
ابتليت بمن لا يقدر ولا يحس بالتعب والجهد وكأني اتعامل مع جبل من جليد
فما اشبهني بوردتك التي نبتت في الصحراء لوحدها تعطي وتعطي وما من احد حولها يعرف قيمتها !
مشكور على هذا الطرح وسلمت اناملك
أبهرتني اللوحة..!؟ كيف لهذه الوردة أن تمنح كل هذا الظل مع كل هذا الحرمان ؟؟- وليسمح لي الشفاف إن خالفت رأيه بأنها زُرعت في صحراء المعاناة ؟! هي ربما نُزعت من حدائق الحب والوفاء عنوة وبلا رحمة وغُرست في هذه الصحراء الموغلة في التصحر والجفاف , لذلك ظلت تمنح الحب كما اعتادت وأن يبقى الظل كما أرادت , وبقيت بعد ذلك تنتظر إشراقا للشمس ..تُريد دفئاً يُنسيها الصقيع الذي يكاد يقتلها..وردة لا تجد من يحتويها/ ذكّرتني بغربة الروح /
تبحث عن يدٍ حانيةٍ تتحسسها دون أن تقطفها / لأن قطفها جريمة كبرى!؟/ ولأنها تكتب قصائد للحب والأمل فهي لم تذبل بعد , حقاً تعاني من ظلم البشر لكنها لا زالت تتوق لفجرٍ قادم يمدها بالصمود ويمنحها القوة لتتحدى هذا الظلم.. آمل أن يلتمس لي العذر المبدع الشفاف إن قرأت لوحته من زاوية أخرى على الرغم من أن قراءته المنفردة لحن شجي لامس جراحنا التي طالما أخفيناها ..
أخيراً كن كما أنت / قلمٌ يحلّق في سماءِ الإبداع/
{ أختك : ضوء خافت }
السلام عليكم ورحمة الله
موضوع جميل راق لي كثيرا
لا سيما انه يناقش مشكلة تصادف البعض
لأنه من الصعوبة بمكان وضع الشخص في غير مكانه الطبيعي الذي يتناسب مع قدراته الفكرية والابداعية
سيعطي بكل ما اوتي من جهد وفكر
ولن يجد مساندة وتشجيع من المحيطين به وقد تتحول الروح الوثابة الطموحة الى روح انهزامية ومحبطة
شفاف تقبل مروري
وفقك الله لما يحب ويرضى
الاخت شريفة عبدالرحمن
لك الف شكر
اسعدتني الورود كما اسعدني حرفك الرشيق المميز ولك كل التحايا معطرة بالفل والياسمين
فقط اكون وردة بلا اشواك حين يهدي لي حبيبي نفسي التي اود ان اكون.
اما ان يسلبني كرامتي ليسيرني على هوى نفسه، فانه يغدو جلادا
وحينها لا بد لاشواكها ان تقطع حتى يد اقرب الناس اليها.
مرهق حد المرض ان تكرر نفسك لعل وعسى يفهم من تكون. المشكلة حين يفتح عين ويغمض اخرى عن الحقيقة ويضحك بخبث في نفسه على امل ان ترمي الوردة (يوما) باشواك طيبها.
فقط اكون وردة بلا اشواك حين يهدي لي حبيبي نفسي التي اود ان اكون.
اما ان يسلبني كرامتي ليسيرني على هوى نفسه، فانه يغدو جلادا
وحينها لا بد لاشواكها ان تقطع حتى يد اقرب الناس اليها.
مرهق حد المرض ان تكرر نفسك لعل وعسى يفهم من تكون. المشكلة حين يفتح عين ويغمض اخرى عن الحقيقة ويضحك بخبث في نفسه على امل ان ترمي الوردة (يوما) باشواك طيبها.
إرسال تعليق