أيها البحر كلما هدأت أمواجك المتلاطمة
يبهرني ويحيرني صمتك الرهيب !!
وتخرجني من صمتي وتعلمني معنى البوح !!
أيها البحر أصبحت صديقي الذي لاأستطيع أن أهجره أو أبتعد عنه
وكلما تجدّد حزني وشجني جئت إليك لأدفن في أعماقك إنكساراتي
وأتوسد رمال شاطئك لأتنفس هواءك العليل لعلني أنسى ظلم السنين
مرات كثيرة كنت أرتمي على رملك المبتل بفيض أمواجك
وأمسك بحفنة من الرمل وأرمي بها إليك
لعلني أحظى بإلتفاتة منك لتسمع صدى الشكوى والأنين
أيها البحر .. صدرك مليء بالأسرار ومثقلٌ بالهموم
وأنت صامت لاتبوح ولا تنوح !!
ومهما وصفوك بالغدر إلا أنك تعلّم البشر الحنان والحلم
لأنك تصبر وتحتمل غضب أمواجك الهادرة !!
واعترف لك أن الوقوف أمامك
يدعوني إلى الإنبهار والتأمل في أفقك البعيد
فأدرك عظمة خالق الكون وبديع صنعه جلّ في علاه !!
أيتها الوردة المزروعة في قلبي
زمن الحرمان ينتهي كلما أصغيت إليك
ويتجدّد ولعي بك كلما فاضت بحار الأشجان
وفي كل صباح أنتظر نسيم الرياح
لتحمل إليّ شذى عطرك الأخاذ !!
وفي لحظة البوح يتساقط المطر ويشع ضوء القمر
وتهاجر الأمنيات إلى موانئ الأحلام !!
وأنسى سنين عمري التي سرقها الجفاف !!
فلا تشعلين المزيد من النار لكي لايلتهم اللهب بقايا الأمل !!