الثلاثاء، 23 نوفمبر 2010

وردة بلا أشواك



*
*
*

هناك بون شاسع وفرق كبير ..
بين وردةٍ زُرعت في حدائق الحب والوفاء ..
تُسقى بماء التضحية والبذل والعطاء ..
وبين وردةٍ زرعت في صحراء المعاناة والأحزان ..
حيث لا ماء ولا شجر ولا أمان ..
وعبيرها يضيع بين جحود ونكران ..
وردة متفتحة بلا أشواك !!
نمَت وترعرعت في صحراء الإحباط والحرمان !!
تنضح بالندى وطيب الشذى ..
وتمنح كل من حولها العطر بلا ثمن ..
وتقف صامدةً رغم عصف رياح الزمن ..
لم يتسلل اليأس والذبول إلى أوراقها !!
ولم تزل متمسكةً بأصول جذورها !!
مع كل صباح تنتظر شروق شمس الدفء والأمل ..
وفي المساء تبثُ شكواها للنجوم والقمر ..
تشتكي ألماً وظلماً من جور البشر !!
وتتلهف حباً وشوقاً للغيوم والمطر !!
تبحث عن أملٍ تائهٍ في طرقات الأيام ..
ولكن هيهات هيهات !!
لأن الرياح قد جرت بما لاتشتهي النفوس ..
فتلاشى الطموح وذابت الأحلام والأمنيات ..
كما يذوب السكر في الماء !!
وحينما تبتعد سفينة الأماني عن موانىء الأمل ..
نكاد نغرق في بحار اليأس ونفتقد دفء الحياة ..
ونصبح كمن يعيش في وادٍ غير ذي زرع !!
فنطرق أبواب الصبر الذي أوصد أبوابه في وجوهنا ..
بعد أن ضاق بنا ذرعاً !!
فنستشعر أن الصبر مفتاح القلق !!
ونمتطي صهوة الخيال ونمني النفس بأعذب الآمال ..
فيضيق بنا العيش وتضيق معه فسحة الأمل !!
بعد ذلك ندرك يقيناً أن ماتتوق إليه النفوس ..
لا يأتي بالتمني ولكن تؤخذ الدنيا إنتهازا !!

الثلاثاء، 9 نوفمبر 2010

أمي والعيد والحلوى


( أمــاه )
رغم رحيلك الأبدي ..
يأتي بكِ العيد لأقول لكِ :
كل عيد وأنتِ نبض الشريان والوريد ..
.
( أمـــاه )
رغم غدر الزمان والفقد والحرمان ..
لازالت ذاكرتي تحتفظ بصورة أطفال حيّنا القديم ..
عندما لبسوا الجديد ..
وامتلأت أيديهم بحلاوة العيد ..
وقد أشرقت عيونهم بالفرحة والأمل ..
إلا أنا بقيت وحيـــداً ..
ترافقني دموعي والحزن الذي يسكن ضلوعي ..
بقيت هنـــاك وحيداً على شواطىء الأحزان ..
أبحث عن الأمان منتظراً لمسة حنان ..
.
( أمــــاه )
يأتي بكِ العيد ليذكرني ..
بأجمل الأقوال والحكايات عندما قلتِ :
( الصلاة نور في الوجه وسعة في الرزق )
و ( الوصـــل كلّه خير )
و ( كلمة مدري ليس لها عاقبة )
و ( الرجل ماتنزل دموعه ويخفي عن الناس ضعفه وخضوعه )
تلك الدرر الثمينة لازلت متمسكاً بها ..
راسخةً في ذاكرتي منذ طفولتي ..
وستبقى حروفها شموع تزداد توهجاً كلما تعاقبت السنين ..
.
( أمـــاه )
نسمات صباح العيد تأتيني بشذى عطرك ..
وتذكّرني بمبخرتك وحضنك ..
في صباح العيد تهُبُ رياح الماضي الجميل فتقتلع جذور الفرح ..
وتغتال الإبتسامة في مهدها وتشعل فتيل الذكرى والحنين ..
.
( أمـــاه )
العيد بعد رحيلكِ ليس كما كان !!
والأفراح أصبحت ترتدي ثوب الأحزان ..
وعبارات التهاني ذابت فوق اللسان ..
والورود صارت بلا شذى ولا ألوان !!
وحلاوة العيد بنكهة الفقد والحرمان !!
وتلاشت سحابة العطف وانتحر الحنان ..
وحبال الوصل تقطّعت وتفرق الإخوان !!
والقلوب تقلّبت بين الجحود والنكران !!
وأنهارُ الحب توقفت بعدما جفت الوديان ..
وزاد لفح البرد والدفء غادر الأحضان ..
أمـــــاه أعدكِ مهما كان من جور الزمان ..
ستبقين عيدي تسكنين الروح والوجدان ..
.....
رشة عطر:
سيدة زماني وشمسي التي لاتغيب !!!
في كل عام تأتي الأعياد وتنتهي ..
إلا عيد إقتحامكِ أسوار مدينتي !!
وفي كل عيد تُزهر بداخلي شجرة العتاب !!
بسبب البعد والهجر والغياب !!
وامتطي صهوة الخيال
وأجيء إليكِ .. فأحتار أي الثياب أرتدي ؟
وأي العطور أختار ؟ وأي هدية أقدمها لكِ ؟؟