الثلاثاء، 21 ديسمبر 2010

البحر والبوح

*
*
*
أيها البحر كلما هدأت أمواجك المتلاطمة
يبهرني ويحيرني صمتك الرهيب !!
وتخرجني من صمتي وتعلمني معنى البوح !!
أيها البحر أصبحت صديقي الذي لاأستطيع أن أهجره أو أبتعد عنه
وكلما تجدّد حزني وشجني جئت إليك لأدفن في أعماقك إنكساراتي
وأتوسد رمال شاطئك لأتنفس هواءك العليل لعلني أنسى ظلم السنين
مرات كثيرة كنت أرتمي على رملك المبتل بفيض أمواجك
وأمسك بحفنة من الرمل وأرمي بها إليك
لعلني أحظى بإلتفاتة منك لتسمع صدى الشكوى والأنين
أيها البحر .. صدرك مليء بالأسرار ومثقلٌ بالهموم
وأنت صامت لاتبوح ولا تنوح !!
ومهما وصفوك بالغدر إلا أنك تعلّم البشر الحنان والحلم
لأنك تصبر وتحتمل غضب أمواجك الهادرة !!
واعترف لك أن الوقوف أمامك
يدعوني إلى الإنبهار والتأمل في أفقك البعيد
فأدرك عظمة خالق الكون وبديع صنعه جلّ في علاه !!
*
*
*
أيتها الوردة المزروعة في قلبي
زمن الحرمان ينتهي كلما أصغيت إليك
ويتجدّد ولعي بك كلما فاضت بحار الأشجان
وفي كل صباح أنتظر نسيم الرياح
لتحمل إليّ شذى عطرك الأخاذ !!
وفي لحظة البوح يتساقط المطر ويشع ضوء القمر
وتهاجر الأمنيات إلى موانئ الأحلام !!
وأنسى سنين عمري التي سرقها الجفاف !!
فلا تشعلين المزيد من النار لكي لايلتهم اللهب بقايا الأمل !!

هناك 11 تعليقًا:

أنشودة المطر يقول...

ياشفاف ..
لهذه المدونة مكانة خاصة
لما تحتويه من بوح عذب
وهمس مختلف ..
ينضح بالعذوبة والإبداع
ياشفاف ..
البحر لدرجة الجنون نعشقه !
بالرغم من صمته وغموضه ..!
.
يــابـحـر ليـش إحــنــا على الشــط نـرتــــاح...نـرمــي الهــمـوم وتــآخــذ الحــزن منّـــا...مـلكــت بقــلـوب الهــوى ألف مفتــــاح...وأصبـــحـت طـــاروق الحـنـين المـغنـّــا..!!

عاشق الصمت يقول...

الشفاف البحر بقدر ما يمتعنا
قد يأتي يوم ويغدر بنا والتأمل في ماخلق الله عباده
واتخوف من البحر كثيرا لانني لا اجيد العوم

غير معرف يقول...

البحر...رغم صمته !
يجبرك على الجلوس أمامه صامتا,,
لكن صمتك كحديث له ..وصوت أمواجه كرد لك..!

تركي الماجد يقول...

البحر يخفي في اعماقه الكثير من الاسرار التي ماتت مع اصحابها
وغدار بما تعنيه الكلمة فكم من السباحين المهره اختطفهم البحر على حين غره ولم يستطيعوا مواجهة امواجه الجارفة
لكن جميل ان نستمتع بالجوس حوله وقرب شاطئه دون المجازفة بالدخول في اعماقه
شكرا شفاف وكل التحايا لمن مر من هنا

ضوء خافت يقول...

للصورةِ تأثيرٌ على القارئ يستطيع كل مطلّع قراءة تفاصيلها كل حسب رؤيته , أو حسب الحالة النفسية التي يعيشها الناظر لهذه الصورة .. أستطيع أن أقول : أن شخصاً أو عدة أشخاص مروا من هنا قبل قليل !؟ فما زالت علامات خطواتهم مرسومة على هذه الرمال
{ صورة حية } أدرجها الكاتب المبدع ..ربما هو يحب قراءة اللوحة الفنية , وهذا فن وإبداع يُضاف لإبداعات الشفاف..

مقدمة قصيرة أردتُ بها الدخول لقراءة بوح الكاتب للبحر كما عنونها بذلك.. فهو يرى في البحر ملاذه الآمن الذي يكتم أسراره و..انكساراته ..فالبحر هو الوحيد الذي يستوعب شجن الكاتب وحزنه . كما أن للبحر صفة رائعة وهي الإنصات !! تستطيع أن تقف أمام البحر وأنت تمر بكل فصولك الأربعة دون أن يتذمر منك !!
والجميل أن الكاتب ينظر للبحر من زاوية أخرى ؟ ففي حين أن الآخرين يجدون فيه صفات الغدر والخيانة يجده أنموذجاً للصبر , ورمزاً للتأمل والانبهار ....

........ ........ .......

وأخيراً أُقدم سؤالاً للوردةِ التي غُرست في هذا القلب المُتعب ....
أمازال هناك مُتسعاً ..فالوقت لا يقف ! والحلم أجمل من أن يُغتال !؟ ..وفي كل صباح ضوء من أملٍ هو ترياقاً لليأس ..واستسلاماً للجمال .
شكراً ..{ أختك : ضوء خافت}

بنت القصيم يقول...

يعجبني البحر في لحظة شروق الشمس
او في لحظة غروبها تشعر انك في جو رومانسي من جد وتتمنى لو تطول هذه اللحظات عشان نستمتع اكثر

صالح الحميدان يقول...

شفاف القلم
البحر كلما تعمقنا في اعماقه كلما ازداد ايماننا بالله سبحانه وتعالى
وعالم البحار عالم فيه غرائب وعجائب لاتحصى ولا يدركها الا فاطر السموات والارض ومن قضى جل حياته قرب البحر للبحث عن لقمة العيش
تقديري لك وشكرا

الأميرة ذكرى يقول...

استاذي الكريم,,
خاطرتك رائعه كالعادة,,
اتخذت من البحر صديقا لك لتبوح له مافي داخلك,,
لكني أنا ممن يخافون من البحر وقد تكون لدي(فوبيا البحر)
مواقف جعلتني لااكن للبحر أي مشاعروأظل واقفة امامه بحذر وخوف,,وإن كان فيه استشعارا لعظمة الخالق جلا وعلا..
جميل جدا ماسطرته أناملك وما بثه إحساسك وابداعك,,
دمت بخير دائما,,

مزون العارض يقول...

شفاف اللغة ..
للصورة معك همس حزين وللحرف إطار من حلم..
حقيقة ووهم ... بوح صامت .. وصرخات صمت ...
ولكن هل لي أن أسألك لماذا البحر ؟
وأن كنت في قرارة نفسي أغبطك !؟ ربما لأنك مازلت تؤمن
بالبوح كلغة للتنفيس عن وجعك ! أما أنا يا كاتبي الأنيق فلاا!!
وإذا كنت سأجبر على البوح ذات وجع فلن تكون فضفضتي للبحر!
ربما لأنني أعاني من (Aquaphobia) وربما لأنه يشبهني ولايشبهني
فأنا معه في حالة خلاف دائم .....
كم هوصاخب ! ومع ذلك بإمكان صخرة صغيره أن تشتت صخبه !!
وكم هو غامض ! مع أنه في حقيقته مجرد ماء لا لون له !!
وكم يحمل من مفارقات ومتناقضات ..!!
و الحياة فيه و معه حالة من صراع وأنا أعشق العيش بسلام
... قلي بربك ألست محقة فيما أرى ؟! أينا يتطلب وضعه التغيير ويستوجب البوح
أنا أم هو !. أينا (طبيب يداوي الناس وهو عليل) ؟وهل تراه بالبوح سيشفى ؟

تقبل مروري ...

شموخ يقول...

اعشق البحر وفي نفس الوقت يساورني الخوف والقلق كلما اقتربت منه وقد تكون القصص التي نسمعها عن الغرق سببا في ذلك الخوف واجد نفسي تتوافق مع ماكتبت الاخت مزون العارض في تعليقها الذي حفزني على الرد

( الشفاف ) يقول...

( أنشودة المطر )
( عاشق الصمت )
( تركي الماجد )
( ضوء خافت )
( بنت القصيم )
صالح الحميدان
( الأميرة ذكرى )
أسعدتني تعليقاتكم
وأضاءت في دربي شموع الفرح ..
وأعتز وأتشرف بردودكم دائماً
لا عدمتكم ...
( مزون العارض ) يسعد مساك ..
وجهة نظرك حول البحر أحترمها وأقدرها ..
وقد تكوني محقة في ذلك ..
وبالنسبة لسؤلك ( لماذا البحر؟ )
فأجيبك لأن البحر يحمل ..
في قاعه الكثير من الأسرار ..
التي لا يبوح بها للبشر !!
لذلك هو الأجدر أن نبوح له ..
بما بما في داخلنا من هموم وإنكسارات ..
تحياتي لكِ ولجميع زوار مدونتي ..