الأحد، 22 فبراير 2009

166 : ذكريات الحي القديم

عندما مررت بحي (( المعيقلية )) مسقط الرأس وقد بدأت آلات الهدم في إزالة المباني القديمة تذكرت أيام الطفولة البريئة :
*
مررتُ يوماً بحي طفولتي فرأيته أطلالاً من بَعدي
ورأيت المنازل قد تهدمت بعد شموخها في سما المجدي
وبعضها على الأرض متمايلاً كـ(شيخٍٍ) لم يقدرعلى الكدي
فانحدرت من العين دمعةً كادت من حرها أن تحرق الخدي
وانبعثت من القلبِ آهةً يسمعُها من كان على البُعدي
فاقترَبتُ من الدار متسائلاً : لماذا أصبح وجهك مجعّدي ؟
مالحائطك صار متصدعاً ؟ كيف أصبحتَ اليوم مُقعدي ؟
فرد عليّ بصوتٍ حزين : هذه إرادة الله يا ولدي
يالحماقتي كيف أخاطب خراباً لا ينفع ولا يُجدي !!
وأخذت أبكي بكاءَ الغريب كمن فارق الأهل والولدي
ورفعت صوتي لأصحابي منادياً : هلِموا إليّ ومامِن أحدي
أهل العطائف أنسيتم حيّكم ؟ أو لازلتم باقين على العهدي ؟
فرّقتنا يد الأقدارعابثةً بعدما كنا في عيشنا الرغدي
ليت ماضينا يعود ولو برهةً فقد كان أحلى من الشهدي
ودارٌ من الطينِ مبنيةٌ أعزعليّ من قصرٍ مُشيدي
تذكرتُ تلك الليالي وصفاؤها مما زاد في حسرتي وتوجدي
( أصحابي ) القلب لن ينساكم أبداً حتى وإن طال عليه الأمدي
ذكرى الطفولة في القلوب مادامت
الروحُ في الجسدي
كم لهونا ونحن أطفالٌ صغارغيرعابئين بما في الغدي
وكم جلسنا في هذا الطريق , وكم صلينا في هذا المسجدي
كم ضحكنا وكم شدونا مثل طيرٍ في السماءِ مغردي
جيرانٌ روح المحبة بينهم لا يعرفون نميمةً ولاحسدي
سيبقى حبهم في القلب مخلداً خلود الزمان وإلى الأبدي
إن مسّ جارهم ضائقةً توافدوا عليه دون ترددي
ذا يزور جاره ويعينهُ وذا يكرمه بلطفٍ وتوددي
منهم من خطفته المنية لأنه كان مع ربهِ على موعدي
ومنهم من ترك الحي مهاجراً وهو يحِن حنين المشردي
الكلُ فارق دارهُ مرغماً بعدما صارالأمر ليس في اليدي
كل جارٍلايودُ فراق جارهِ حتى ولو بالروح يفتدي
ولكن أمواج الأقدار قويةُ لايقف أمامها بابٌ موصدي
هكذا جارعلينا الزمان , وكل شيءٍ بالزوال مهددي
لماذا تغدُر بنا يازمان ؟ وتقتلنا قتل متعمدي !!
كل شيءٍ في الدنيا زائلٌ ويبقى وجه الله الأوحدي
سنلتقي وإن طال الزمان فلقاؤنا غايةُ مقصدي
فودعت الحيَّ والطرفُ باكياُ والقلب خائرُ العزم مجهدي
صُورالمنازل ستبقى في القلوب ياسنين العمر فاشهدي

هناك 5 تعليقات:

غير معرف يقول...

ما أجمل الحنين الى الماضي ....وما أجمل الذكريات الجميله ...استاذي لقد جعلت عيني تدمع وكأني حاضرة الموقف ..

كلمات رائعه من قلم رائع......

دمت بخير دائما

غير معرف يقول...

شششكرا على هالخاااطرة..ولو اني مااحب الذكرريات ..على ان مااعندي ذكرياات اصلا:) :)

إشــksa ـراقة

Unknown يقول...

رااااااااااائع حد الثمالة
هنا وفي هذه الأحرف لمست شيئاً من وجع يسكنُ في الحنايا

الشفاف

كتبتَ فأبدعت

دمتً بهذا الألق


أظنك تعرفني

صديقك
للأسف شاعر ;)

منيرة الخالدي يقول...

الأخ العزيز الشفاف
قرأت خاطرتك منذ ثلاثة شهور ولم اتمكن من السيطرة على دموعي فلقد اعادت لي حروفك ذكريات الطفولة وبيتنا الصغير في حينا القديم
تذكرت منازل الجيران المشرعةلبراءة طفولتنا
عندها لم استطع أن اكتب حرف واحد وكلما عدت للقراءة تنتابني نفس المشاعر من حنين وشوق وحزن على فراق ايام الطفولة وبساطتها
ذهبت منذ أيام إلى حينا القديم تفاجأت أن منزلنا الذي كنا نراه كالقصر غدا صغيرا جدا في عيني
والشوارع فقدت اتساعها حتى الجدران اصبحت اقصر
لا ادري هل نحن كبرنا عليها أم انها طريقتها في معاتبتنا لنا على هجراننا لها وفقدها للعبنا وضحكنا وضجيجنا
الشفاف انها ليست ذكرياتك وحدك بل هي ذكرياتنا جميعاً

((( الشفاف ))) يقول...

الأخت العزيزة منيرة الخالدي
الحنين والشوق إلى الماضي دليل على الوفاء الذي لمحته من خلال تعليقك والذي يندر وجوده في هذا الزمن ..أشكر لك متابعتك مع تحياتي ودعواتي لك بالتوفيق الدائم ..